Menu

التسريبات خدمة للوطن أم مصالح شخصية
التسريبات خدمة للوطن أم مصالح شخصية
لطالما دأبت الآلة الإعلامية على جذب الجمهور بشتى الوسائل والطرق ، والحصول على اهتمامه عبر نشر الجديد والفريد وغير الوارد من الأخبار والمواد الفيلمية، ولعل المكالمات الهاتفية والحوارات السرية تتصدر تلك القائمة ، خاصة إذا ما كان المتحدث شخصية هامة ذات شأن ، أثرت بشكل أو بآخر فى مجريات الأمور بالبلاد .

وتحظى وسائل الإعلام – عندما يتعلق الأمر بتسريبات معلوماتية- بنسب مشاهدة عالية من الجمهور ، والذى يشبع فضوله بمعرفة محتويات مكالمات ومواد فيلمية لم يعلم أصحابها أنها مسجلة ، لذلك فهم لا يتورعون عن الاعتراف بأمور أو وقائع يصعب أن يعلنوا عنها أو يعترفوا بها على أرض الواقع وأمام الجميع.

حالة من الفوضى المعلوماتية وحرب الشائعات سادت البلاد فى السنوات القليلة الأخيرة ، وجعلت المجتمع يعيش حالة من التخبط ، فمن نشر وثائق أمن الدولة عقب ثورة 25 يناير، مرورا بتسريبات رصد من الحوار الذى أجراه الكاتب الصحفى ياسر رزق مع الفريق أول السيسى ، والتسريبات الصوتية والمرئية لإجتماعات مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول في المكان الذي احتجز فيه ، وصولا إلى تسريبات النشطاء والسياسيين والتى قام بنشرها الكاتب الصحفى عبد الرحيم على ببرنامجه التليفزيونى ، ووجدت تلك المعلومات منابرا عديدة للنشر، ما بين صحف ومواقع تواصل اجتماعى وبرامج على الفضائيات ، وهو ما يطرح تساؤلات حول الهدف وراء تلك التسريبات ومسئولية الدولة في التحقيق في الوقائع التي تكشفها.


التسريبات خدمة للوطن أم مصالح شخصية
مستندات أمن الدولة
مستندات أمن الدولة
تعرضت مقار أمن الدولة فى أعقاب ثورة 25 يناير لعمليات اقتحام من قبل متظاهرين ، وذلك بعد قيام العاملين بتلك المقار بإحراق وفرم العديد من المستندات السرية التى تتعلق بعمليات اعتقال غير قانونية أو معلومات عن شخصيات هامة أو بروتوكولات سرية بين هيئات وأفراد وغير ذلك فى عهد الرئيس الأسبق مبارك ، فأراد المتظاهرون – فى المقام الأول حينها – الحفاظ على تلك المستندات وعدم السماح بطمس الحقائق ، فقاموا بالاستيلاء على آلاف الأوراق التى تحوى معلومات سرية ، وبدأت موجة من تسريبات لملفات خاصة بجهاز أمن الدولة السابق فيما يعرف بـ”أمن الدولة لييكس” ، حتى أنه تم تزوير بعض لمستندات ببرامج الصور المتخصصة من أجل مصالح خاصة .



التسريبات خدمة للوطن أم مصالح شخصية
ياسر رزق - السيسى
تسريبات رصد
أجرى الكاتب الصحفى ياسر رزق ، رئيس تحرير المصرى اليوم ، حوارا خاصا استمر لساعات مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى ، تناول الحوار العديد من المحاور التى تمس الأمن القومى المصرى بالإضافة إلى اعترافات وأمانى خاصة للفريق السيسى ، لم يرد أن تنشر لوسائل الإعلام ، إلا أن شبكة رصد ذات الإنتماء الإخوانى ، استطاعت الحصول على نص الحوار مسجلا ، وبدأت فى نشره على حلقات متتالية مساء كل جمعة ، ليثير كل تسجيل ضجة أكبر من الذى يسبقه ، وتنهال وسائل الإعلام لتتناول كل حلقة، وينشط العالم الافتراضى ومواقع التواصل الاجتماعى إما محللا أو ساخر أو معارضا ، لتطيح بمدير التحرير محمود رضوان لتورطه فى تلك التسريبات.






تسريبات عبد الرحيم على
تسريبات عبد الرحيم على
الصندوق الأسود
واصل الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي من خلال برنامج “الصندوق الأسود” المذاع على فضائية “القاهرة والناس” إذاعة عدد من التسجيلات الهاتفية لأعضاء حركة 6 أبريل وعدد من النشطاء السياسيين. وأذاع “علي” 4 مكلمات هاتفية إحداها بين أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل وأحد النشطاء ، وتدور المكالمة حول ملفات تمت سرقتها وتصويرها ويطلب ماهر منه إرسالها له ، كما أخبره بما شاهده بالداخل من مقتنيات تخص أحد الضباط. وكانت هناك مكالمة آخرى بين “ماهر” وناشط مجهول طالبه ماهر خلالها بضرورة إرسال أي ملفات تتعلق بمقتحمي مقر أمن الدولة، والمكالمة الثالثة كانت بين أحد النشطاء والناشطة أسماء محفوظ يخبرها خلالها أنه اقتحم أرشيف أمن الدولة ووجد تسجيلات وأوراقا بها فضائح كبيرة جدا لأحمد ماهر وآخرين، فواجه ماهر بتلك الفضائح فانزعج ماهر وأكد أن هذه المعلومات حقيقية.
وقد واجه “على” انتقادات شديدة من العديد من المراكز الحقوقية والشخصيات السياسية والإعلامية بسبب إذاعته لهذه التسجيلات وصلت إلى حد التقدم ببلاغات للنائب العام.

التسريبات خدمة للوطن أم مصالح شخصية
صفوت العالم
دعاية ودعاية مضادة
يقول الدكتور صفوت العالم ، الخبير الإعلامى ، وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ، إن هذه التسريبات تندرج فى إطار الدعاية والدعاية المضادة ، وهى تفتقر الشفافية وتتسم بالانتقائية دون إحاطة المشاهدين بمصدر ونوعية المكالمات أو التسريبات ، وهى توضع فى سياق معين ويتم التعليق عليها ، وهذا النوع من التسريبات يتم اقتطاعه وتوظيفه لتشويه صورة أشخاص بعينهم ، دون أدلة أو شواهد كافية ، فلو كان لدى أحد الجرأة الكافية لاتاح الفرصة لمن تم التسريب عنهم ، للرد على الاتهامات المنسوبة لهم ، وتبادل وجهات النظر لإظهار الحقيقة .



التسريبات خدمة للوطن أم مصالح شخصية
ناصر أمين
  انتهاك لحريات شخصية ؟
يقول ناصر أمين عضو لجنة الخمسين بالدستور ، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ، إن هناك فرق بين التسريبات الخاصة بالفريق عبد الفتاح السيسى، وتسريبات الكاتب الصحفى عبد الرحيم على لمكالمات نشطاء كأسماء محفوظ واحمد ماهر، فالأولى تأتى فى إطار الحوار بين شخصين وتندرج تحت الرسمية بين رئيس تحرير صحيفة والقائد العام لقوات المسلحة ، أما الثانية فهى تعد تنصتا على مكالمات خاصة لمواطنين مصريين ، مضيفا أنه يطالب بإجراء تحقيق كامل وشامل فى هذا الأمر ، وكيف خرجت تلك التسجيلات من أقبية أمن الدولة – على حد قوله – وكيف أمكن الحصول عليها ، فلا يمكن أن تمر تلك الواقعة مرور الكرام ، فهو أمر يخالف قانون العقوبات الدولية ، مطالبا النائب العام – ولأول مرة – بفتح باب التحقيق مع من أذاعوا مثل هذه لتسريبات وكيفية حصولهم على هذه المعلومات.





أهداف متنوعة

تنوعت التسريبات ، وتعددت الأهداف من ورائها ، فلدينا جماعة تم اقتلاعها من الحكم بعد أن فشلت فى تحقيق ما وعدت به يوما ، ورئيس لم يستطع الخروج من عباءة الجماعة ليكون رئيسا لكل المصريين كما أعلن ، فوضعت نفسها فى صف المعارضة للنظام الحالى ، وسعت لكشف كل عيوبه فى محاولة آخيرة قبل أن تلفظ أنفسها ، بالإضافة إلى تسجيلات هاتفية لنشطاء عرفوا بمعارضتهم لنظام مبارك ومن بعده لنظام الإخوان ، وثق بهم البعض ، وخونهم آخرين ، وكشفت التسجيلات الهاتفية العديد من الخبايا والخفايا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top